تحضّرت لحضور حفل زفاف شقيقها. لبست وتزيّنت لليوم المنتظر. توجهت مع عائلتها الى الحفل، من دون أن تتوقع بأن الموت في انتظارها، وأن طلقات نارية ستسرقها من وسط أطفالها. هي #دارين زعيتر، الضحية الجديدة لجرائم ال#ثأر في لبنان، والتي رشقت بوابل من الطلقات، ما تسبّب في مفارقتها الحياة.
ليل أمس، حلَت الكارثة على عائلة دارين ابنة بلدة الكنيسة-بعلبك، فتحوّل حفل الزفاف في فندق “الكاونتري” على طريق إيعات إلى مأتم، وتحوّلت الأم النابضة بالحياة جثة.
وبحسب ما قاله أحد أقارب الضحية لـ”النهار”: “القصة تعود الى نحو ١٢ سنة، حين أطلقت شقيقة دارين النار على شاب من العائلة نفسها فأردته قتيلاً.
وعلى الرغم من تدخل وجهاء العائلة حينها وعقد صلح بين الطرفين ودفع فدية، إلا أن ذلك لم يحُل من دون أخذ ثأر الشاب على الرغم من مرور كل تلك السنوات”.
وأضاف: “للأسف كانت دارين تحمل طفلتها، ابنة الستة أشهر حين كانت خارجة من الفندق، وإذ بوابلٍ من الطلقات ينهار عليها لتسقط أرضاً غارقة بدمها، حيث أصيبت بطلقة اخترقت قلبها وأخرى في رجلها، ليتم نقلها إلى مستشفى دار الأمل الجامعي حيث أعلن الأطباء وفاتها، واليوم ووريت في الثرى وسط حالة من الغضب الشديد”.
التكتم شديد على قتل شقيقة دارين شاباً من عائلتها، الا أن أحد وجهاء البلدة أكدّ أنه “في ذلك اليوم، كانت دارين برفقة شقيقتها وقريبهما في السيارة، حين وقع إشكال، فقامت شقيقة دارين باخراج مسدس من حقيبتها فحاولت دارين إبعاده عنها، فخرجت طلقة منه أردت الشاب قتيلاً”.
وأضاف “بعد محاولات عدة، عقد صلح بين الطرفين، وتم دفع ١٠٠ ألف دولار فدية، واعتقدت دارين وأهلها أن القضية إنتهت، إلا أن ما حصل ليل أمس على باب الفندق أثبت العكس، وأكدّ أن العقلية الثأرية تغلب كل صلح ووعد”. وتساءل: “ما ذنب أولاد دارين الأبعة أن يحرموا من والدتهم؟ وماذا استفاد القتلة الآن؟ هل سيعود من مات إلى الحياة بعد قتل دارين؟ ألم يفتحوا باباً جديداً للقتل والثأر؟!”.
قبل يومين، قتل علاء ابرهيم في #جريمة ثأرية ببرج البراجنة، وفي الأمس قتلت دارين، وقبلهما سقط كثيرون من الأبرياء ضحية عقلية رجعية لا تؤمن سوى بـ”عدالة” القتل والدم!
المصدر: النهار