أخبار محلية

بالصور رسالة في غاية الأهمية وجهها الأب يوسف نصر امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان لرئيسات و رؤساء المدارس

حضرة رئيسات ورؤساء مدارسنا الكرام المحترمين

تحية طيبة وبعد

لا ش ّك أنّكم تشعرون وتعانون من تفاقم الوضع الإقتصادي بوتيرة سريعة جدا، إذ إن سعر صرف الدولار قد تخطى اليوم حدود الخمسة والخمسين ألف ليرة لبنانيّة، وبحسب المصادر المطلعة قد لا يكون هناك حدود لتصاعده ما لم تبدأ ورشة الإصلاحات الوطنيّة، إضافة الى ما يرافق ذلك من غلاء فاحش للأسعار بما فيها سعر صفيحة البنزين والمازوت اللتين تخطتا

المليون ليرة لبنانية.

وم ّما لا ش ّك ّفيه أي ّضا أنكم تدركون البلبلة الحاصلة في صفوف الهيئة التعليميّة وتسمعون هواجس المعلمين وشكواهم إذ أصبحوا غير قادرين على الاستمرار في أداء رسالتهم على الرغم من مشاركتنا الحرص على استمراريّة العام الدراس ّي.

كما أني أشعر بتعبكم الكبير وما تبذلونه ك ّل يوم من جهد للسيطرة على الوضع، وأق ّدر حرصكم الكبير على مستقبل التلامذة.

إنطلاقا من ك ّل ذلك، رأيت من المناسب وبعد مراجعة اللجنة الأسقفيّة والهيئة التنفيذيّة، أن أرسل اليكم التوجيهات التالية :

– ترك إجتماعات مجلس المدرسة مفتوحة للاستمرار في الحوار والتشاور مع الهيئة التعليميّة من جهة ومع لجنة الأهل من جهة أخرى.

– التعبير عن تقديرنا لتضحيات الأهل وتفاني المعلّمين بمواقف إيجابيّة مش ّجعة وداعمة، وبخطوات تحفيزيّة تخفف من وطأة الأزمة على ك ّل الأطراف.

– زيادة بدل النقل للمعلمين بما يتناسب مع أماكن سكنهم.

– إعطاء فرصة مدرسيّة من مساء الثامن من شباط ولغاية صباح الخامس عشر منه كمبادرة تقدير وتف ّهم تجاه مك ّونات الأسرة التربويّة جمعاء، وتنفيسا للاحتقان الحاصل في صفوف الهيئة التعليميّة، وتخفيفا عن كاهل المؤ ّسسات التربويّة والمعلّمين نتيجة الظروف الاقتصاديّة المأساوية التي يم ّر بها البلد، خصوصا بعد أن وردت نتيجة الإستبيان بهذا الشأن لصالح هذا الإقتراح.

– إعتماد مبدأ التعليم أربعة أيّام في الأسبوع بدل الخمسة الأهميّة إذا ما اقتضى الأمر ذلك بحسب ظروف ك ّل مدرسة.

– البدء بإجراء دراسات ميدانية حول إمكانيّات الأهل الفعليّة وحاجة المعلّمين والمؤ ّسسات التربويّة لنتمكن من إعداد موازنة مدرسيّة مسبقة للعام الدراسي القادم 2024-2023 تحدد بموجبها قيمة الأقساط المدرسيّة والمتو ّجب بالعملات الصعبة، ويت ّم على أساسها فتح باب التسجيل للعام الدراسي القادم، كما تسمح بالاتفاق مع

الاساتذة على أسس واضحة للح ّد من هجرتهم.

على هذا الصعيد، تؤكد الأمانة العامة الإستمرار في التشاور مع ك ّل المعنيين بالشأن التربوي من نقابة معلمين واتحادات لجان أهل ومسؤولين في البلد لتدارك الأسوء وإقتراح الممكن كما على سعيها الحثيث لتأمين المزيد من المساعدات المدرسيّة لهذا العام الدراس ّي عبر التواصل

مع العديد من الجهات الخارجيّة والداخليّة، والوعود موجودة وج ّدية.

في النهاية، لا يسعنا إلا أن نج ّدد إتكالنا على الله الح ّي الذي لا يترك الإنسان المؤمن مهما اشت ّدت الظروف والمحن ومهما كثرت التح ّديات والمصاعب، ولنتذكر كلام المسيح: “هاءنذا معكم ك ّل الأيام والى منقضى الدهر” (متى 20/28).

الأب يوسف نصر ب م أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى