خاص الموقع

النمرة الحمراء (العمومي) من النعمة الى النقمة

 

كتب وليد بركس

النمرة الحمراء من النعمة إلى النقمة”

النمرة الحمراء في لبنان أو ما يعرف بالنمرة العمومي كان مالكها ينعم بالضمان الإجتماعي ويستفيد منها بالعمل عليها كسيارة أجرة أو يؤجرها شهريا بقيمة لا تقل عن ٢٠٠$ وصولاً للأربع مائة دولار أو كان يضعها على سيارة ويؤجرها لسائق مقابل ٣٠ دولار يومياً وكان باستطاعته أن يأخذ قرضا من أي بنك بضمان أنه يملك نمرة حمراء الذي وصل سعرها إلى ٤٠ ألف دولار

لكن اليوم أصبحت النمرة الحمراء عبئا على مالكها للأسباب التالية:

أولاً: يجب على كل مالك نمرة أن يتوجه للضمان الإجتماعي كل ثلاثة أشهر ليقوم بعملية تصفية للنمرة وبعد ان ارتفع سعر صرف الدولار ارتفع معه قيمة الضريبة المتوجبة على مالك النمرة لصالح الضمان

على سبيل المثال اذا كان صاحب النمرة متزوج ولديه ثلاثة أولاد فيترتب عليه دفع مبلغ مليون وثلاثة مئة ألف ليرة كل ثلاثة أشهر ولا يستفيد من أي شيئ في المقابل لأن المستشفيات لم تعد تستقبل المريض الذي يدخل على حساب الضمان كما كان قبل الأزمة بما يعني أنه كل ثلاثة أشهر يتوجه ليدفع ضريبة لا يستفيد من أي شيئ مقابلها

ثانياً: إذا كان يعمل عليها فلن يستفيد من أي قرش في ظل صفيحة البنزين التي لامست المليون والنصف ليرة وقطع الغيار والتصليح على دولار ٨٠ الف وليس هناك تعرفة ثابتة أو ما يتناسب مع هذه المصاريف وغير ذلك إن زبائن السرفيس هم من الطبقة الوسطى والفقيرة لأن ميسور الحال يتنقل في سيارته الخاصة فمن يتنقل بسيارات الأجرة غير العسكري ذو الدخل المعدوم فأصبح ينتظر البوسطة ليتنقل فيها لأنه استحال عليه ركوب سيارة أجرة أو العامل التي أجرة يومه لا تكفيه اذا استعمل سيارة الأجرة ذهاباً واياباً.

فهنا اصطدم صاحب سيارة الأجرة بثلاث عوائق:

غلاء البنزين ، غلاء التصليح و قلة عدد الركاب

ثالثاً: إذا قرر أن يؤجرها فمن سيستأجر نمرة أو سيارة عليها نمرة للأسباب التي عددناها و من كان مستأجرا أعادها لصاحبها

رابعا والأهم: إذا قرر أن يبيعها وهو في الأمس القريب كان يملك شيئا ثمنه ٤٠ الف دولار واليوم لا يساوي أي شيئ وعندما يطرح صاحب النمرة الفكرة على مكتب لبيع النمر يضحك ويكون جوابه “روح نقعها وشراب ميتها مين بدو يشتري نمرة بهالوقت”

خامساً: وجود “التوك توك” والنمر البيضاء الخصوصية والدولة غائبة ولا نعرف إذا كانت غائبة عن قصد أو غير قصد لأن الموضوع حساس من الناحية الإنسانية فهناك وجهة نظر تقول أنه لولا وجود “التوك توك” ماذا كان سيفعل الموظف الذي لا يستطيع ركوب سيارة أجرة لكي يصل إلى عمله.

الموضوع متشعب ويجب أن يلقى آذان صاغية لدى المسؤولين في هذا البلد إذا وجدوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!