أصبح لبنان ساحة مفتوحة لعمليات السرقة والنشل والقتل، فلا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع بمحاولات قتل وسرقة في عدة مناطق، واللافت أكثر أن وقت السرقات لم يعد محدداً في الليل، بل أصبحت الأمور شبه عادية، فيقوم اللص بسرقة أحد المحال ومهاجمة صاحبه في وضح النهار ويقول “باي باي للكاميرا”!
الأرقام مقلقة، فكل محاولة سرقة تنتج عنها تقريباً جريمة قتل أو إصابات خطرة، وبحسب مصدر أمني فان “نسبة الجرائم ارتفعت في شهر أيار الجاري مقارنة بشهر شباط ٢٠٢٣”، مؤكداً لموقع “لبنان الكبير” أن “المؤشّرات الأمنيّة شهدت ارتفاعاً في جرائم سرقة السيارات بنسبة ٣٤٪، وجرائم السرقة بنسبة ٩٪، وجرائم الانتحار بنسبة ٥٠٪، وجرائم الخطف لقاء الفدية بنسبة ٤٠٪، وظلّت نسبة جرائم القتل من دون تغيير”.
في البقاع، سرقة سيارات، منازل، دراجات نارية، سيارات، حديد وغيرها، وفي كل فترة تنشط السرقات في بلدة معينة، وهذه المرة كانت بلدة سعدنايل على رأس القائمة فلا يمر أكثر من ٢٤ ساعة من دون سرقة أو محاولة فاشلة في أحد الأحياء أو المنازل في الآونة الأخيرة، ويحاول الأهالي حماية أنفسهم من خلال تركيب كاميرات مراقبة، وركن سياراتهم في أقرب نقطة محاذية للمنزل لسماع أي صوت قريب منها، ووضع أقفال كبيرة وصعبة الفتح إن كان على مقود السيارة أو على بوابات المنازل. ماذا يحصل في البقاع؟ وهل سيتكرر سيناريو المطالبة بالأمن الذاتي؟
اعتبر رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك مبالغة في أمور السرقة في سعدنايل، صحيح أن هناك حرامي وقام بسرقة عدة دراجات نارية، ولكن هذا الوضع طبيعي جداً في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها، ودائماً تتجه أصابع الاتهام نحو إخواننا السوريين في هذه التصرفات وأرى أن هناك مخططاً فتنوياً وراء ذلك، ولكن ليكن بعلم الجميع أن سرقات كثيرة حصلت أيضاً من قبل وليس هناك ما هو فوق الطبيعة بالنسبة الى موضوع السرقات في البلدة”.
وأشار الى “أننا نسيّر دوريات الشرطة بصورة يومية من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً للحفاظ على أمن المنطقة، ونحاول ضبط الوضع، ولكن هذه الضجة الكبيرة وراءها هدف من بعض الذين يؤيدون فكرة الأمن الذاتي، وللأمانة قمت بهذه التجربة في فترة إنتشار فيروس كورونا، فأقفلنا البلدة ووضعنا حواجز للفحص وكان هناك حوالي ١٥٠ متطوعاً، ولا أنكر تعبهم، ولكن هناك قسم كبير منهم استغل هذه السلطة لمآرب شخصية، ومن أجل ذلك أوقفت هذه التجربة بعد أسبوع، وهؤلاء الذين يدعون أنهم يريدون القيام بأمن ذاتي، يحتاجون الى من يضع أمناً عليهم”.
وقال الشوباصي: “لا يمكنني ضبطهم، ويمكن أن نشهد في بعض المؤسسات تصرفات غير لائقة، عدا عن بعض التصرفات العنصرية غير المبررة، مثل شخص من الجنسية السورية أو غيرها خرج إلى السوبرماركت عند العاشرة مساءً ويمكن أن يصاب بأذى أو مكروه من أي شخص، وهذا حصل من قبل، لذلك لا أتحمل مسؤولية قرارات كهذه ولا أمضي بها. ومن ناحية أخرى، في حال لا سمح الله كان الحرامي مسلحاً وأصاب أحد المواطنين ستكون المسؤولية عليّ، لذلك لا يمكنني تغطيتهم والمُضي معهم في هذا الاقتراح، ويمكنهم التواصل مع أرقام شرطة البلدية مباشرة في المساء وخصوصاً أننا مقبلون على فصل الصيف في حال أحسوا بأي خطر أو أي حركة غير طبيعية”.
ورأى رمزي الشحيمي، أحد المؤيدين لانشاء لجنة شباب تسهر على حماية البلدة من اللصوص، أن “من الضروري العمل على حماية البلدة، خصوصاً أن محاولات السرقة تكررت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، ونحن توجهنا الى البلدية بطلب في هذا الموضوع ومستعدون لتمويل شباب وتجهيزهم للقيام بهذه المهمة، ومن ناحية أخرى اذا اضطر الأمر فيمكننا تركيب بوابات على مداخل البلدة مثل منطقة الكحالة مثلاً، تقفل ليلاً ويكون هناك شخص على البوابة، وتفتح السابعة صباحاً، ولكن رد البلدية أن لا مخرج قانوني لهذا الأمر، ولو أطلق الحرامي الرصاص على أي مواطن أو العكس فمن يتحمل تبعات ذلك؟ ومَن المسؤول قانونياً؟ يعني هذه هواجس البلدية التي جعلتهم يرفضون هذا الاقتراح”.
أضاف: “في حال لم يتمكن أحد من إيقاف الحرامي عند حده سنضطر إلى الذهاب لخيار حماية البلدة وأهلها بأنفسنا، ونحن مبادرة شبابية، ولجنة شباب همها الأول والوحيد مصلحة البلدة لذلك نتقدم بهذا الاقتراح، ومن ناحية أخرى نتمنى على الجهات الأمنية تسيير دوريات بين الأحياء السكنية طوال فترة الليل تحديداً لنتمكن من إمساك هذا الحرامي أو قد تكون عصابة، وكلنا ثقة بأنهم إلى جانبنا ويعملون ليلاً نهاراً لأمننا وأماننا”.
راما الجراح