
يوم أمس أعلن الأسطورة فادي الخطيب إعتزاله اللعب نهائيا، فالخطيب البالغ عمره 43 عاما كان سيكمل هذا الموسم مع نادي الحكمة إلا أن الإصابة حرمته من تحقيق حلمه بختم مسيرته مع النادي الأخضر.
“التايغر” أمضى 22 عاما في ملاعب الكرة البرتقالية بداية مع القلعة الخضراء الحكمة حيث سطع إسمه و نهاية مع نادي الشانفيل مرورا بالعديد من الأندية المحلية، العربية و الدولية. في مناسبة إعتزاله دعونا نستعرض فيما يلي مسيرة هذا اللاعب المليئة بالنجاحات.
بدأ فادي الخطيب مسيرته في الندي الرياضي ناشئا حيث جذبت موهبته أنظار مدرب نادي الحكمة آنذاك غسان سركيس لسيتقدمه إلى النادي الأخضر المليئ بالنجوم و كان عمره 17 عاما، الخطيب لم يستسلم بل ثابر و جاهد ليحجز مكان أساسي في تشكيلة العصر الذهبي للقلعة الخضراء فشكل ثنائيا رائعا مع إيلي مشنتف فحقق بطولة لبنان سبع مرات متتالية بين عامي 1998 و 2004، بطولة الأندية العربية عامي 1998 و 1999، بطولة الأندية الآسيوية ثلاث مرات أعوام 1999، 2000 و 2004، بطولة غرب آسيا عامي 2000 و 2001 و كان للخطيب تأثير كبير في هذه الإنجازات بحصده العديد من الجوائز الفردية كأفضل لاعب و أفضل هداف. بعد رحيل الرئيس التاريخي الراحل أنطوان الشويري عن رئاسة النادي عام 2004 غادر “التايغر” النادي الأخضر ليلعب مع نادي الإتحاد حلب السوري حيث فاز في بطولة الدوري السوري المنتظم ليعود بعدها إلى نادي الحكمة موسم 2005-2006 و في العام الذي يليه لعب مع نادي بلو ستارز لينتقل بعدها إلى أوكرانيا حيث لعب موسم 2007-2008 مع نادي شيركاسي، ليعود في موسم 2008-2009 إلى النادي الرياضي فحقق لقب بطولة لبنان و بطولة الأندية العربية مرتين عامي 2009 و 2010، إنتقل بعدها إلى نادي الشانفيل و قاده إلى تحقيق لقب بطولة لبنان الوحيد في تاريخ النادي المتني عام 2012 كما إستدعاه النادي الرياضي للمشاركة معه في بطولة الأندية الآسيوية عام 2011 في مدينة مانيلا الفيليبينية و كان على قدر الطموحات فتألق في كافة المباريات خاصة في النهائي ضد نادي مهرام الإيراني. بعد مغادرته نادي الشانفيل عام 2013 و خوض موسم 2014 مع نادي عمشيت خاض “أبو جهاد” تجربتين في الصين مع ناديي فوشان لونغ لايونز و فوجيان ستورجيونز بين عامي 2014 و 2016 تخللها مشاركة مع النادي الرياضي في بداية عام 2015 فقاده للتويج ببطولة لبنان عام 2015 و في موسم 2016-2017 إنتقل إلى الهومنتمن و قدم موسما رائعا إلا إن إصابته الخطيرة في المباراة النهائية ساهمت في حرمان النادي الأرمني من اللقب ليعود في الموسم الذي يليه إلى الشانفيل.
على صعيد المنتخب، شكل الخطيب العامود الفقري للمنتخب منذ أن شارك معه لأول مرة عام 1999 حين نجح رجال الأرز في بلوغ بطولة آسيا للمنتخبات لأول مرة و في عام 2001 حل لبنان وصيفا للصين ليتأهل للمرة الأولى إلى كأس العالم في إنديانا بوليس عام 2002 حيث لفت “التايغر” الأنظار بحلوله في المركز العاشر في لائحة أفضل المسجلين بمعدل 17.6 نقطة و في المركز الأول بسرقة الكرات و في الدوحة عام 2005 تألق الخطيب في بطولة آسيا المؤهلة إلى كأس العالم اليابان 2006 ليتأهل المنتخب للمرة الثانية إلى العرس العالمي فحقق رجال الأرز إنتصارا مدويا على فرنسا التي تضم في صفوفها سبعة لاعبين محترفين في الأن بي إيه حينها أشادت الصحف الفرنسية بنجومية الخطيب الذي سجل 29 نقطة، كما فاز المنتخب على فنزويلا في مباراة لا تنسى لفادي الذي دك السلة ب35 نقطة و إلتقط ثمانية متابعات ليحل الخطيب في المركز الثامن بين أفضل المسجلين بمعدل 18.8 نقطة. في بطولة آسيا 2007 المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية كاد المنتخب أن يحجز مقعده في أولمبياد بكين 2008 لولا خسارته النهائي أمام إيران و حل “التايغر” في المركز الثاني بالتسجيل بمعدل 27.3 نقطة. و في مونديال تركيا 2010 قاد الخطيب المنتخب اللبناني للفوز على منتخب كندا بتسجيله 31 نقطة و تقديم أداء جيدا أمام منتخبي إسبانيا و ليتوانيا ليعلن بعدها أبو جهاد إعتزاله اللعب دوليا إلا إنه عاد عن قراره في عام 2017 فقاد المنتخب للتتويج بلقب غرب آسيا و شارك معه في بطولة آسيا التي إستضافها لبنان و كانت هذه آخر مشاركة دولية للخطيب.
في الختام، فادي الخطيب أسطورة حية في كرة السلة اللبنانية، العربية، الآسيوية و الدولية فهو فاز في بطولة لبنان عشرة مرات مع ثلاثة أندية، بطل آسيا 4 مرات، بطل العرب 4 مرات، شارك في بطولة العالم 3 مرات و في بطولة آسيا للمنتخبات 6 مرات و حل خمسة مرات في التشكيلة المثالية للبطولة أعوام 2001، 2005، 2007، 2009 و 2017 كما تألق في البطولات الدولية الودية ككأس ستانكوفيتش الذي إستضافها ملعب النادي الرياضي غزيرعام 2010 و توج بلقبها منتخب الأرز بعد أن فاز على اليابان في النهائي و حل في العام ذاته في المركز الثالث ببطولة إيفيس بيلسين. لا يمكننا أن نذكر كل إنجازات “التايغر” إلا إن إنجازاته الفردية و الجماعية ستبقى عالقة في أذهاننا كما الثلاثيات المزدوجة “تريبل دابل” الكثيرة التي حققها سواء هنا في لبنان أو في الخارج و برودة أعصابه عند تسديد الرميات الحرة في الوقت القاتل، تحمله المسؤولية في الأوقات الحرجة كما فعل أمام فرنسا في مونديال 2006 و كندا في 2010 و في نصف نهائي كأس آسيا عام 2005 أمام قطر و إثباته أن العمر مجرد رقم فهو رغم تقدمه بالعمر كان اللاعب اللبناني الوحيد الذي ينافس الأجانب بالتهديف.
مسيرة فادي الخطيب
1997-2004 الحكمة بيروت
2004-2005 الإتحاد حلب (سوريا)
2005-2006 الحكمة بيروت
2006-2007 بلو ستارز
2007-2008 شيركاسي (أوكرانيا)
2008-2009 الرياضي بيروت
2009-2013 الشانفيل
2013-2014 عمشيت
2014-2015 فوشان لونغ لايونز (الصين)
2015 الرياضي بيروت
2015-2016 فوجيان ستورجيونز (الصين)
2016-2017 الهومنتمن
2017-2019 الشانفيل
—حامد قلاوون—