
ثورة١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ وسقوط الأقنعة
كتب فؤاد سمعان فريجي
الأحتقان يولد الأنفجار ، وكيف أذ كان في بلد تراكمت عليه العلل والمصائب تحت سطوة نخبة من السياسيين الوصوليين خبراء النهب والدمار ؟
تراكمات توالت على ظهر الناس في حمل ثقيل عطل سير البوصلة اليومية لمن اختار ان يكون مستقلاً في ظل دولة يحقق بها احلامه وطموحاته في تحت القانون ، بعيداً عن الأنتماءات والتبعية .
غضب هؤلاء انفجر في يوم مشهدي لم تألفه الساحات في التاريخ اللبناني ، وكانت المطالب جوهرية لحماية المؤسسات والدولة !
لأن رائحة الأحتيال والصفقات كانت بدأت تفوح من المصارف التي استولت على اموال المودعين والمغتربين في اكبر عملية سطو يشهدها النظام المصرفي اللبناني .
وهنا دخل التاجر اللبناني على خط التلاعب بسعر صرف الدولار يعاونه في ذلك غرف سوداء دولية لها مصلحة في تقويض ركائز الوضع المالي ، وهذا ما حدث بالفعل حيث استطاعوا ضرب الأستقرار النقدي اللبناني بالتعاون مع كارتلات ومافيا العملات وتبييض الأموال !
البعض ادخل الى هذه الثورة سياسات محلية ودولية وحزبية ونكايات وشعارات تمس العصب والتنوع الطائفي ، فقضى على رمزيتها اللبنانية المطلبية !!
والبعض الآخر استغل جماهير الجوع والفقر التي افترشت الساحات تطالب بالدواء والعيش الكريم والطبابة ، وعلى اكتاف هؤلاء جاء الدخلاء من اصحاب رؤوس الأموال وقناصي الفرص والوصوليين والطوابير الخامسة والسادسة وتوابعهم من مرضى الظهور الإعلامي للتشويش على مناضلين من اجل الحرية .
جزء من هذا الشعب كان على حق فصرخ من وجعه المؤلم وانتابه الخوف على مستقبله ومصيره ، اما الجزء الآخر فكان مُخرباً اعتدى على ارزاق الناس وقطع الطرقات وشل حركات المرور ، وأراد ان يتزعم ويقود قوافل من أوادم الثورة ولأنكى انه نصّب نفسه متحدثاً باسمهم واصبح نجماً تلفزيونياً وعبر منصات التواصل الأجتماعي يقضي ويمضي على هواه !!
٢٥ عاماً من نضال الطرقات والشوارع في المجتمع المدني ، كنت فيها مستقلاً خدمة لهذا الوطن الجميل الذي ضاع فيه نصف العمر ، شاهدت كيف يتفرق شعبه ، ويصفقون للسارق ويقفون له احتراماً في المناسبات وكيف عند كل استحقاق انتخابي يدخلون الى صناديق الأقتراع عميان فاقدي الوعي .
وهذا ما حدث عندما استغل البعض شعارات الثورة في الإنتخابات النيابية الأخيرة وتربع على تعب الأخرين ونضالهم وتجردهم في العمل الوطني .
اخر سطر من الموضوع وبمناسبة مرور أربع سنوات على انطلاق الثورة وفي هذه الظروف الدقيقة الحساسة ما علينا إلا ان نتوحد جميعاً تحت راية لبنان قبل نتوه في المتغيرات والمعادلات الأقليمية التي تطل برأسها المليء بالأفكار الجهنمية وتبني مصالحها على تناقضاتنا الممكن معالجتها بالحوار الصادق ( وإذ لم يبني رب البيت فباطلاً يتعب البناؤون )
الأثنين ١٦ تشربن الأول ٢٠٢٣