مئات المرضى المصابين بامراض مستعصية وامراض مزمنة في طرابلس وشمال لبنان، يشكون فقدان ادويتهم في وزارة الصحة، بينما مَن يحتاج اليها يجدها في السوق السوداء باسعار خيالية… حتى المرض والدواء لم يسلم من عبث التجار، فما الفارق بينهم وبين تجار الدم؟
فازمة الدواء استفحلت في شمال لبنان، في غياب وزارة الصحة التي لم تبادر حتى اليوم الى حلها، بالمسارعة الى تأمين الادوية للمرضى الذين بدأت صحتهم بالتراجع، ولا يملكون القدرة على شراء ادويتهم من السوق السوداء …
والاسئلة التى يرددها المرضى متوجهين بها الى وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض، هل يعلم بحالتهم المزرية وما آلت اليه صحتهم؟ وهل يعلم حجم الاذلال الذي يتعرضون له لتأمين ادويتهم؟ وهل يعلم ان اسعار الادوية في السوق السوداء تفوق قدراتهم المالية بأشواط عالية جدا؟ والسؤال الاهم : لماذا وجدت وزارة الصحة، ما دامت هي غير قادرة على تأمين الادوية للمواطنين، وليس بمستطاعها لجم الارتفاع الفاحش لاسعارها، خاصة الادوية المصنعة محليا؟
ويتحدث اهالي المرضى معربين عن سخطهم الشديد لهشاشة دور وزارة الصحة، ودور الحكومة بشكل عام ازاء رعاية المرضى، معتبرين ان دول العالم وحتى الدول التي تعرضت لحروب اهلية، حرصت حكوماتها على توفير الادوية باسعار مدعومة جدا، وتوفير الاستشفاء والطبابة المجانية لكل مواطنيها، ما عدا لبنان الذي يترك المواطن برعاية ورحمة خالقه .
ويتساءل الاهالي عن غياب السياسة الصحية، التي تؤمن كل اشكال الاستشفاء وتوفر الدواء للمواطنين، ويستغربون ما يحكى عن موازنة وزارة الصحة، حيث يفترض ان تكون الموازنة الاكبر لها لحماية صحة الناس في الظروف المعيشية والاقتصادية الخانقة.
لم يقتنع الاهالي باي مبررات لرفع اسعار الادوية، سوى انها امعان في اركاع المواطنين واذلالهم، وتهديدهم بصحتهم، وان هناك استهدافا للمرضى المصابين بالامراض المستعصية والمزمنة يتبين من خلال الاستهتار في تأمين ادويتهم في مواعيدها، واهمال فاضح في ملاحقة مافيا الدواء ، التي تنهب هبات الادوية وتبيعها في السوداء، ولم تتخذ وزارة الصحة اجراءات جدية لمنع الفلتان في سوق الدواء من حيث الجودة والسعر …
المطلوب مبادرة سريعة، حيث صحة المرضى على المحك، لتأمين الادوية المستعصية والمزمنة في كل المناطق، وبخاصة في طرابلس والشمال، المنطقة الاكثر تعرضا لغياب هذه الادوية.