إستجدّ موضوع النزوح السوري عند القوات اللبنانية بعد أن كان ملفاً غير قابل للنقاش, إذ شكّل مقتل منسّقها في جبيل باسكال سليمان جرس الإنذار لضرورة ضبط هذا الوجود الذي غذّته لفترة طويلة جداً من خلال حماية تدّفق النازحين السوريين إلى لبنان ورفضها لإعادتهم بخلاف سائر القوى التي كانت تنبّه دائماً من خطر هذا الوجود.
ويكشف تسجيل صوتي قديم لرئيس بلدية عشقوت ألكسندر رزق عن حجم التدخلات لنواب وشخصيات من القوات ومعراب تحديداً دفاعاً عن الوجود السوري في تلك المناطق.
وبتوقيت حساس تم تداول هذا التسجيل الصوتي لرئيس البلدية, والذي أشار فيه إلى أن “بعض شباب المنطقة ألقوا القبض على شخص من التابعية السورية, أثناء تدخينه الحشيشة على جسر عشقوت, وأخذوا هاتفه, وطلبوا منه التوجّه إلى منزله مباشرة على اعتبار أنه لا يمكنه التنقّل في المنطقة من بعد الساعة الثامنة مساءً, كما طلبوا منه التوجّه إلى البلدية لتسجيل نفسه ودفع 20 مليون ليرة لبنانية”.
وكشف في هذا التسجيل, أنه “منذ لحظة الحادثة, تلقّى إتصالات عديدة, للتوسط لهذا النازح, لا سيّما من نواب القوات اللبنانية, وتحديداً النائب جوزاف اسحاق, وعندما عجز هؤلاء عن التواصل مع رزق ، اتصلوا من معراب بالمدعو إيلي نجا للسؤال عن موضوع هذا السوري ليسارعوا بعدها إلى دفع المتوجبات عنه وتسجيله في البلدية”.
وخلال التسجيل, شدّد رزق بأنه “من غير المسموح التساهل مع النازحين, طالباً عدم إدارة الأذن للنواب الذين يتوسّطون للسوريين”.
وللتأكّد من صحّة هذا التسجيل, تواصل “ليبانون ديبايت”, مع رئيس البلدية ألكسندر رزق, الذي أكد أن “هذا التسجيل الصوتي يعود له, إلا أنه تم إرساله على مجموعة واتس أب خاصة بأعضاء مجلس البلدية منذ حوالي الشهر تقريباً”.
وبرر كلامه عن تدخّل نواب القوات, إضافة إلى إتصال ورد من معراب, بالقول: “معراب لا تقف على قيادة القوات اللبنانية, فهي ضيعة “بأمها وأبيها”, مشيرة إلى أن “هذا السوري يعمل داخل فيلا في معراب”.
واعتبر أن “إنتشار هذا التسجيل في هذا الوقت تحديداً, لا سيّما بعد مقتل منسّق القوات في جبيل باسكال سليمان, ما هو إلا استغلال سياسي, مذكراً بخطه السياسي المعروف, والمنتمي الى القوات اللبنانية”.
ورأى أن “ما حصل أمر بشع جداً”, كاشفاً أنه “سيدعو الى إجتماع استثنائي في البلدية مع الاعضاء, لمعرفة من قام بتسريب هذا التسجيل, على اعتبار أن هذا الأمر غير مقبول”.
وشدّد رزق, على أن “توقيت تسريب التسجيل خطير جداً, لا سيّما انه تم استغلاله سياساً, إلا ان النية لم تكن ذلك أبداً”.