
في الآونة الأخيرة، ولأسباب عديدة وكثيرة لا تعد ولا تحصى، ولم تعد محصورة كما في الماضي بالخيانة والسكر وما إلى ذلك، كثر الطلاق. أصبحت المرأة اليوم أقوى وأكثر إدراكًا لحقوقها من السابق، وأهم تلك الحقوق هو حضانتها لصغارها بعد طلاقها، وألا تحرمهم من حبها وحنانها وعطفها. هي تكون مرجعيتهم الأولى بعد الله دينيًا وأخلاقيًا وتعلمهم أسلوب التعامل مع الغير.
ولكن هذه الأم نفسها التي تمتلك هذه الصفات تتعرض للتدخل، ليس بسبب خطأ ارتكبته، بل لأن هناك وجهة نظر أخرى في التربية مختلفة عن وجهة نظرها. فمثلًا، حين تريد هذه الأم معاقبة صغيرها على خطأ فعله (وليس بالضرب بالتأكيد)، يتدخل أحد الجدين لحماية الصغير، فتضيع مع هذا التدخل هيبة الأم الحنون، ويصبح فرض سيطرتها على صغيرها أمرًا صعبًا قليلًا. تنقلب الأدوار، فتصبح الأم هي المذنبة والصغير هو المظلوم.
فمتى سيفهم هؤلاء أنه ليس هناك أقرب للطفل سوى أمه؟ أليست هي من أرضعته وسهرت الليالي حتى كبر هذا الصغير الذكي بفضل صبرها؟ أليست هي من ظلت مستيقظة وهي شبه نائمة كي ينام ويصبح شابًا قويًا موثوقًا به؟
آن الأوان كي يعلم العالم أن لا أحد سيخاف على صغيرها أكثر منها.
ملاحظة: أنا أتكلم هنا عن الأم السوية.
بقلم هبة اسعد