بعد المحروقات والدواء والطحين، انضم البيض إلى لائحة التهريب، ليعاني السوق اللبناني بعد صرخة التجار الذين انخفض حجم تسلُمهم للبيض قرابة 40%، من شح ملحوظ في السوق.
ففي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، لجأ أصحاب المزارع الكبيرة إلى تهريب البيض من لبنان إلى الدول المجاورة بحثًا عن الربح السريع. يُعتبر البيض من المنتجات الأساسية في النظام الغذائي اللبناني، إلا أن ارتفاع أسعاره داخليًا بالتوازي مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية شجع العديد من التجار على تهريبه حيث يمكن بيعه بأسعار أفضل في الخارج.
ومع ارتفاع الطلب وقلة العرض، أوضح أحد التجار الكبار الذي تواصل معه “لبنان24” أن أسعار البيض من المتوقع أن ترتفع بحدود 40% مع ارتفاع الشحّ يومًا تلو الآخر.
وحسب التاجر، فإنّ كبار تجّار بيروت حرموا الموزعين من كميات البيض الوفيرة التي كان يتم إنتاجها، حيث تقرر بيعه إلى سوريا، داخل المناطق التي يصعب على السلطات السورية تأمين البيض فيها.
وتشير المعلومات إلى أنّ البيض هناك يسلّم بأسعار مضاعفة، وهذا ما يشجع التجار على وقف التوريد إلى السوق اللبناني والاتجاه نحو السوق السوري.
بالتوازي، لم يتوان أصحاب المتاجر، خاصة مصانع الحلويات عن رفع الصوت عاليا، إذ ابدوا استياءً كبيرا من “المسخرة” التي يشهدها السوق حسب تعبيرهم، خاصة وأن مصانع الحلويات تعمل في عزّ موسم الاعراس والمناسبات، وهذا ما سيؤثّر في طبيعة الحال على عملهم. وحسب صاحب أحد هذه المعامل فقد اشار إلى أنّه منذ أسبوعين كان يستلم بشكل أسبوعي 20 صندوقا من البيض، أما اليوم فقد انخفضت نسبة التسليم أكثر من 40 في المئة، وباتت تتراوح بين 6 و10 صناديق فقط.
مزارع الشمال استفادت
مقابل ذلك، تشير المعلومات إلى أنّ مزارع الشمال استفادت من عملية التهريب التي تحصل من بيروت إلى سوريا، وهذا ما سمح لها بتوريد إنتاجها إلى بيروت.
من هنا، يوضح التاجر لـ”لبنان24″ أن مزارع الشمال لم يكن لديها أي قدرة على توريد إنتاجها إلى سوريا قبل بدء التهريب، نسبة إلى المشكلات السياسية، حيث أن السلطات أو المؤسسات السورية كانت ترفض رفضا قاطعا استلام أي إنتاج من مزارع الشمال. إلا أن عمليات التهريب، ومع وجود شح في السوق، دفع بالتجار إلى فتح خط توريد بين الشمال وبيروت، وذلك لسدّ النقص الذي خلّفه التهريب إلى سوريا.
لا مزارع للبيض قريبًا؟
بالتوازي، أكّدت المعلومات أن أكثر من 40% من المزارع اللبنانية باتت تفضل بيع الدجاج على إنتاج البيض، نسبة إلى التكاليف.
ففي وقت ارتفعت فيه أسعار طعام الدجاج، وبدل انتظار قرابة 6 أشهر للحصول على البيض، فإن أصحاب المزارع الكبيرة باتوا يفضلون بيع الدجاج لمصانع لحوم الدجاج بدل انتظار إنتاج البيض. وهذا الامر وفّر على التجار أعباء الاعتناء بالدجاج، وتأمين الدواء والطعام، وسمح لهم أيضا برفع نسبة إنتاجهم وارباحهم، على حساب إنتاج البيض.
لبنان24