كتب الناشط السياسي علاء الشمالي
كما عودتنا المملكة العربية السعودية انها دائماً صاحبة المبادرات المثمرة في مقاربة القضايا العربية وفق المنطق والسياسة الواقعية، وخاصة في مسألة القضية الفلسطينية، في وقت كان البعض يعمد على تعقيد مسار القضية الفلسطينية برفع شعارات “المزايدة”، على قاعدة تحرير فلسطين المحتلة من النهر الى البحر، ومن جهة اخرى كيان صهيوني لا يشبع من سفك الدماء بعيدا عن منطق توازن القوة، حتى امسينا انه كلما جرتنا المزايدات الى حرب كلما كانت المكاسب الاسرائيلية اكبر عما كانت عليه، فيما الواقع يأخذها الى مزيد من التأزم.
وها هي المملكة اليوم تتصرف بكل مسؤولية كما عودتنا، تنهمك في التحضير لاجتماع رفيع المستوى لـ«التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين» الذي تستضيفه الرياض، الأربعاء، كإحدى اهم خطوات عمليات الدعم للجهود الأممية ومساعي السلام، بهدف وضع جدول زمني لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء الاحتلال، وانهاء شلال الدماء الفلسطينية ولوقف حرب الابادة بحق الشعب الفلسطيني واعادة اعمار غزة،
هذا الاجتماع الذي من المقرر ان يعقد خلال اليومين المقبلين برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد. ضمن ما توليه المملكة من اهتمام بتعزيز شراكاتها مع مختلف الدول، وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات؛ بما يخدم العمل متعدد الأطراف الهادف إلى تحقيق التنمية والازدهار، ومعالجة التحديات العالمية،
لتكون هذه الخطوة في هذه الظروف الصعبة التي نتجت بعدما اقفل التشدد الاسرائيلي جميع ابواب التفاوض منذ زمن بعيد، كإحدى اهم الخطوات المطلوبة لمواجهة اسرائيل وألة القتل وقدراتها العسكرية الفتاكة.
كلنا امل ان تصل السعودية من خلال هذا الاجتماع الى نتائج مرضية لوقف مسلسل القتل وحرب الابادة، والانتهاء من مشاهد المجازر الجماعية لشعب اعزل يدافع عن حقه في العيش في كنف دولة فلسطينية عربية لا تمييز عنصري وديني فيها.