ليس عابرا ان تُستهدف أكواع عاريا-الكحالة ٥ مرات على التوالي منذ قرار اسرائيل توسعة الحرب على لبنان. يبدو اصلا ان هذه الطريق تحولت مصيدة لعناصر ومسؤولي الحزب الذين بدأوا يستخدمونها مؤخرا لنقل الاسلحة والصواريخ من البقاع الى الجنوب.
الاكواع الضيقة التي تحتم على السائق تخفيف سرعته كثيرا وتجعل هامش المناورة لديه ضيقا جدا في حال استشعر خطرا وقرر الهرب، لا شك هو سبب رئيسي لاختيار المسيرات الإسرائيلية هذا الطريق بالذات لاستهدافه. الا ان هناك اسبابا اخرى خافية ولعل ابرزها تيقن العدو ان هذه المنطقة ليست بيئة حاضنة لحزب الله وليست متعاطفة معه وبخاصة بعد الحادثة التي شهدتها الكحالة في آب 2023 ونتج عنها مقتل احد عناصر الحزب كما احد ابناء البلدة بعد انقلاب شاحنة سلاح للحزب.
حتى الامس القريب كان اهالي البلدتين كما المناطق المحيطة وابرزها عاليه، يعتقدون ان العمليات التي تستهدف الطريق الدولية التي تمر فيهما تمت بالصدفة. لكن ومع تكرارها اكثر من مرة وبوقت قصير جدا وبخاصة بعد استهداف فان الاربعاء يحمل اسلحة وصواريخ، وتوقيف فانات اخرى تحمل سلاحا في عاليه، تكونت قناعة لديهم ان المنطقة لم تعد آمنة وانها باتت مستهدفة عن قصد.
رئيسا بلديتي عاريا والكحالة حاولا تلقف التطورات. فأصدرا بيانا استنكرا فيه استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الاسلحة والذخائر ما يعرض العابرين وابناء البلدتين للخطر وتمنيا على الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الشرعية التدخل فورا لاتخاذ التدابير اللازمة.
لكن رئيسي البلدية كما اهالي المنطقة يدركون تماما ان لا اجراءات يمكن ان يتخذها الجيش راهنا لمنع مرور العناصر والسلاح لان ذلك سيعتبره الحزب بمثابة قطع لطرق امداده في الداخل في خضم الحرب بعدما قامت اسرائيل بقطع كل طرق امداده الاخرى البرية والبحرية والجوية.
وقد سارع مقربون من الحزب للتأكيد على انه سيبقى يستخدم هذه الطرقات وينقل السلاح باعتباره في خضم حرب. والمح بعضهم الى جهوزيته للتصدي بالقوة لاية محاولات لمنعه من ذلك.
وتدرك قيادة الجيش حساسية الوضع الراهن، وهي آخر ما تريده اليوم ان تكون بمواجهة مباشرة على الارض مع عناصر الحزب لذلك تراها تحاول تخفيف الاحتقان والتوتر بين اهالي المناطق المستهدفة راهنا في الجبل لعلمها بأن اي حلول اخرى غير متاحة والا ادت الغاية الاسرائيلية باشعال فتيل الفتنة.
ولكن الخشية الحقيقية هي من استمرار هذه العمليات ومن ان تؤدي احداها لسقوط قتلى بصفوف اهالي البلدتين.. فالتهدئة التي نجحت حتى الساعة قد تُنسف بدقائق وفي حال انفلتت الامور لن يكون هناك ما يضبطها.
ولذلك تبدو الكرة اليوم حصرا في ملعب حزب الله الذي كما بات واضحا اما يعاني من نقص في السلاح والصواريخ في الجنوب ما يُضطره لنقله من البقاع، او انه يعي ان العدو قرر تكثيف حملته العسكرية بقاعا لذلك يستبقها بافراغ مستودعاته هناك من دون ان تتضح الوجهة النهائية للصواريخ.
وليس مستبعدا ان يلجأ الحزب الذي تيقن ان طريق عاريا- الكحالة لم تعد آمنة لعناصره وشحنات سلاحه لإيجاد طريق جديد ينتقل عبره.. ليبقى المخرج الوحيد من هذا النفق حل سياسي ينهي الحرب بأسرع وقت ويقطع دابر الفتنة.. لان كل يوم يمر وفق المعطيات والظروف الراهنة يقربنا اكثر من حرب اهلية صحيح ان الجميع يقول علنا انه لا يريدها لكن ظروفها باتت مهيأة اكثر من اي وقت مضى!
بولا اسطيح الكلمة اون لاين