في أحدث ظهور له، وبعد نشر قناة إسرائيليّة صورته ضمن قائمة مستهدفين للاغتيال، حدّد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، 7 عوامل لتحقيق “استقرار العراق”.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه، اليوم الاثنين، أنّ “السيستاني، خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لدى العراق العماني محمد الحسان، دعا العراقيين، خصوصاً النخب الواعية، إلى استخلاص العبر من التجارب الماضية، والسعي الحثيث لتجاوز إخفاقاتها، والعمل بجد لبناء مستقبل أفضل ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار”.
وأشار المرجع الديني، الذي يمتنع منذ العام 2015 عن استقبال المسؤولين الرسميين العراقيين احتجاجاً على تجاهل توصيات المرجعية وانتشار الفساد، إلى أنّ “تحقيق هذا الهدف يتطلب إعداد خطط علميّة وعمليّة لإدارة البلاد، تعتمد على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تقلُّد المسؤوليات، ومنع التدخلات الخارجيّة بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات”.
ولفت السيستاني إلى أنّه “يبدو أنّ أمام العراقيّين مساراً طويلاً إلى أن يصلوا إلى تحقيق ذلك، أعانهم الله على هذا المسار”.
ونشرت القناة 14 الإسرائيليّة صورة المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني ضمن قائمة لأهداف اغتيال محتملة.
وظهرت صورة السيستاني إلى جانب شخصيات أخرى، مثل زعيم حركة أنصار الله الحوثيّة عبد الملك الحوثي، والأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار (قبل اغتياله)، وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، والمرشد علي خامنئي.
وندّدت الحكومة العراقيّة بما عَدَّتْهُ “إساءةً للمرجعيّة الدينيّة العليا للشيعة” المتمثلة في المرجع الديني علي السيستاني، ودعت المجتمع الدولي إلى “إدانة محاولات النَّيْل من الشخصيات ذات التأثير والاحترام العالمي”.
وفي ما يخصّ الأوضاع الملتهبة في المنطقة، عَبَّرَ السيستاني عن “عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزة”، معرباً عن أسفه الشديد لعجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن فرض حلول فعالة لإنهاء هذه المآسي، أو على الأقل لتحييد المدنيين عن معاناة الهجوم الإسرائيلي الشرس.
من جهته، أعلن ممثل الأمم المتحدة لدى العراق محمد الحسان عن “إبرام اتفاق مع المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، لتعزيز التعاون بين الجانبين بهدف تعزيز مكانة العراق على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وفي مؤتمر صحافي عقب لقائه بالسيستاني في النجف، قال الحسان: “تشرفت بلقاء سماحة السيد السيستاني، واستمتعت بحكمته ورؤاه حول المنطقة والعراق”، مؤكّداً أنّه “أنتم تعلمون مكانة السيد في العالم الإسلامي والدولي، وأنا سعيد بهذا اللقاء، وقد اتفقت مع سماحته على العمل المشترك لتعزيز مكانة العراق”.
وشدّد على أنّه “لا نقبل أي مساس بمقام المرجعيّة، ومشورة السيد السيستاني تحظى باحترام المبعوثين الخاصين”، موضحاً أنّه “أكدنا أنّ الأمم المتحدة ستستمر في دعم العراق”.
وتابع: “طلب مني السيد السيستاني تنفيذ الأولويات بما يخدم مصلحة العراق”، مشيراً إلى أنّ “السيستاني يتوقع تعزيز العراق علاقاته مع جيرانه”.
وأكّد أنّه “نحن ملتزمون بدعم الأولويات في العراق، ولن نتدخل إلّا بمشورة”.
يُعد محمد الحسان آخر مبعوث أممي إلى العراق، خلفاً للممثلة السابقة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جينين بلاسخارت، بعد أن قرّر مجلس الأمن، بناءً على طلب العراق، سحب البعثة التي كانت موجودة في البلاد لأكثر من 20 عاماً، بحلول نهاية العام 2025.
وقد نص القرار الذي تم تبنِّيه بالإجماع، على تمديد ولاية البعثة التي أُنشئت العام 2003 “لفترة أخيرة مدتها 19 شهراً حتى 31 كانون الأول 2025”.
وفي مطلع أيار الماضي، بعث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أشار فيها إلى “تطورات إيجابية ونجاحات”، مطالباً بإنهاء مهمة البعثة الأممية التي كانت في العراق منذ 2003، وأوضح أنّ “أسباب وجود بعثة سياسيّة في العراق لم تعد قائمة بعد 20 عاماً من التحول الديموقراطي، والتغلب على تحديات مختلفة”.