خاص الموقع

“هل يعيد التاريخ نفسه و السيناريو المصري يتكرر في سوريا؟”

خاص freedom news

في سياق الأزمات والتحولات السياسية التي شهدها العالم العربي خلال العقد الأخير، يبرز السؤال حول مدى تكرار السيناريو المصري في سوريا اليوم. فقد شكلت أحداث “الربيع العربي” ساحة واسعة لاستغلال القوى السياسية والتنظيمات المختلفة لتحقيق أهداف تتجاوز مطالب الشعوب.

التجربة المصرية: الاستعانة بالإخوان والإطاحة بهم

في مصر، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا مركزيًا خلال ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. استغلت الجماعة حالة الفراغ السياسي وعدم وجود قيادة واضحة للحراك الشعبي لتبرز كقوة منظمة تمتلك قواعد جماهيرية وقدرة على التحرك السياسي. وبعد الإطاحة بمبارك، تمكنت الجماعة من الوصول إلى الحكم عبر الانتخابات، لكن سرعان ما تغيرت المعادلة. في عام 2013، أطاحت المؤسسة العسكرية بقيادة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بالجماعة من الحكم، مستندة إلى احتجاجات شعبية واسعة ضد سياسات الرئيس محمد مرسي.

سوريا اليوم: الفصائل المسلحة ودورها

في المشهد السوري، ومع استمرار الحرب منذ عام 2011، ظهرت العديد من الفصائل المسلحة التي لعبت أدوارًا متباينة في مواجهة نظام الأسد. هذه الفصائل، التي تختلف في توجهاتها الأيديولوجية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، استُخدمت في مراحل معينة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية من قبل أطراف داخلية وخارجية.

التساؤلات اليوم تتعلق بما إذا كانت هذه الفصائل تُستخدم كوسيلة لتحقيق تغيير سياسي مشابه لما حدث مع الإخوان في مصر، بحيث يتم تمكينها أو دعمها مرحليًا للإطاحة بالنظام السوري، ومن ثم استبدالها أو إقصاؤها عن المشهد السياسي بعد تحقيق الأهداف المرجوة.

التشابه والاختلاف

التشابه:

1. استغلال التنظيمات: كما استُخدمت جماعة الإخوان المسلمين في مصر كأداة لتحقيق تغيير سياسي، يبدو أن الفصائل السورية تُستخدم بطريقة مشابهة.

 

2. الدعم المؤقت: يتضح أن الدعم المقدم لهذه الجهات غالبًا ما يكون مؤقتًا ومشروطًا بتوافقها مع أجندات محددة.

الاختلاف:

1. التنوع الأيديولوجي: في حين أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تنظيمًا موحدًا نسبيًا، فإن الفصائل السورية تتنوع بين إسلامية وقومية وعشائرية، ما يزيد من تعقيد المشهد.

2. التدخلات الدولية: المشهد السوري أكثر تعقيدًا بسبب التدخلات الدولية والإقليمية المكثفة، مما يجعل من الصعب مقارنة الوضعين بشكل كامل.

 

الخلاصة

 

إذا كانت التجربة المصرية تُعد درسًا في استغلال التنظيمات السياسية ومن ثم التخلص منها، فإن الوضع في سوريا يشير إلى احتمال تكرار هذا السيناريو مع الفصائل المسلحة. قد نشهد تحولات جذرية في المشهد السوري بمجرد انتهاء دور هذه الفصائل في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للأطراف الداعمة لها.

 

مع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتعلم القوى المحلية والدولية من دروس الماضي لتجنب الدخول في دوامة جديدة من الصراعات، أم أن السيناريو المصري سيبقى نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات السياسية في المنطقة؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!