
في تصعيد سياسي لافت، اعتقلت السلطات التركية صباح اليوم الأربعاء، 19 مارس 2025، أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان، بتهم تتعلق بالفساد ومساعدة منظمة إرهابية.
جاء هذا الاعتقال بعد يوم واحد من قرار جامعة إسطنبول إلغاء شهادة إمام أوغلو الجامعية بسبب مزاعم تتعلق بمخالفات في عملية القبول خلال التسعينيات، مما قد يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يشترط الدستور التركي حصول المرشح على شهادة جامعية.
وقد أثار اعتقال إمام أوغلو موجة من الاحتجاجات في إسطنبول، حيث تجمع المئات أمام مقر الشرطة الرئيسي، مرددين هتافات داعمة له ومنددة بالاعتقال، معتبرين إياه ضربة للديمقراطية. وردت قوات الأمن بإغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة ومنع التجمعات العامة في المدينة لمدة أربعة أيام.
من جانبه، وصف حزب الشعب الجمهوري (CHP)، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، الاعتقال بأنه محاولة انقلاب على الديمقراطية، داعياً إلى الوحدة والتضامن في مواجهة هذه الخطوة.
وفي سياق متصل، شهدت الأسواق المالية التركية تراجعاً حاداً، حيث هبطت الليرة التركية بنسبة 12% لتصل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مما يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تمر بها البلاد.
يُذكر أن إمام أوغلو قد برز في الساحة السياسية التركية بعد فوزه برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، منهياً سيطرة دامت 25 عاماً لحزب العدالة والتنمية على المدينة، وكان يُعتبر المنافس الرئيسي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا ولا تزال تداعيات هذا الاعتقال تتوالى، وسط ترقب محلي ودولي لتطورات المشهد السياسي في تركيا.