خاص الموقع

البلدية بين الحكم الفردي والعمل الجماعي: نحو نموذج أكثر فعالية

خاص موقع freedom news

في السنوات الأخيرة، ترسّخت في العديد من البلديات فكرة أن رئيس البلدية هو المحرّك الوحيد وصاحب القرار الأوحد، بينما يتحوّل الأعضاء إلى مجرّد ديكور سياسي يجلسون على الكراسي من دون أي دور فعلي. هذا النمط، الذي أصبح عادة مألوفة، لم يعد مقبولًا في زمن تتطلب فيه الإدارة المحلية تكاملًا وتوزيعًا للأدوار وفق الاختصاصات والخبرات.

 

البلدية ليست فردًا واحدًا، بل هي فريق متكامل يجمع بين من يفهم في الإنماء، ومن يملك خبرة في الإعمار والبنى التحتية، ومن لديه دراية في الشؤون المالية والاقتصادية، ومن يتابع ملفات البيئة والصحة والتعليم، وصولًا إلى من يهتم بالشؤون القانونية والتنظيمية. هذا التكامل هو ما يجعل البلدية ناجحة وقادرة على تحقيق التنمية الفعلية، وليس اختزال القرار بيد شخص واحد.

 

لم يعد مقبولًا بعد اليوم أن يبقى القرار البلدي محتكرًا من قبل رئيس البلدية وحده، فيما الأعضاء يُسألون عن قضايا مصيرية لمدينتهم أو بلدتهم، فيجيبون بأنهم “لا علاقة لهم” أو أنهم “يحضرون فقط الجلسات” دون أي تأثير يُذكر. فالتجارب أثبتت أن هذا النهج غير مجدٍ، وأن بعض الأعضاء لم يتمكنوا من تحمّل هذا التهميش فخرجوا إلى العلن وكشفوا عن الخلل القائم، بل إن بعضهم اضطر إلى تقديم استقالته اعتراضًا على هذا الظلم، على سبيل المثال لا الحصر، كما فعل غسان المر وشارل سابا في بلدية زحلة.

 

اليوم، لم يعد مقبولًا أن تكون المجالس البلدية مؤلفة من 20 أو 24 عضوًا، فيما القرار يُتخذ حصريًا من قبل رئيس البلدية أو دائرة ضيقة من المقربين منه. المطلوب هو شراكة حقيقية بين جميع الأعضاء، حيث يكون لكل عضو دور فعلي في اختصاصه، مما يضمن توزيع المهام بفعالية ويعزز الإنتاجية والشفافية.

 

البلدية القوية ليست تلك التي تدار بطريقة فردية، بل تلك التي يكون فيها القرار مشتركًا، والمسؤوليات موزعة، والنجاح حصيلة عمل جماعي ينعكس إيجابًا على الناس الذين منحوا ثقتهم لهذا المجلس. فهل نشهد تحولًا حقيقيًا في هذا النهج، أم تستمر البلديات في الدوران في الحلقة المفرغة نفسها؟

بقلم مدير التحرير وليد بركس

انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇

https://chat.whatsapp.com/DspnLGI6KMW6UYahSgxhUK

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى