
خاص freedom news
بعد مرحلة من الجفاء السياسي والتباعد بين التيار الوطني الحر وحزب الله، تشير التطورات الأخيرة إلى أن الطرفين يسيران نحو إعادة ترتيب تفاهمهما، رغم كل الخلافات والتباينات التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة. فبعد التصعيد الإعلامي الذي مارسه رئيس التيار جبران باسيل تجاه بيئة حزب الله، وصولًا إلى نكران التحالف وعدم المشاركة في جنازة السيد حسن نصرالله، كان يُعتقد أن العلاقة بين الجانبين قد وصلت إلى نقطة اللاعودة. لكن الوقائع السياسية تثبت أن كلًّا من التيار وحزب الله مجبران على إعادة التموضع السياسي وفق مقتضيات المرحلة.
حزب الله بحاجة إلى غطاء مسيحي… وفرنجية لا يكفي
يُدرك حزب الله أنه بحاجة إلى غطاء مسيحي يمتد على مستوى الوطن، خاصة أن حليفه الأبرز سليمان فرنجية، رغم قوته في زغرتا، لا يستطيع تأمين هذا الغطاء نظرًا لمحدودية نفوذه المسيحي خارج منطقته. ومع احتدام الاستحقاقات السياسية، لا يمكن للحزب أن يترك الساحة المسيحية مفتوحة أمام خصومه خصوصاً القوات و الكتائب من دون محاولة استعادة حلفائه التقليديين.
التيار الوطني الحر بحاجة إلى أصوات الشيعة للبقاء في اللعبة السياسية
في المقابل، يعاني التيار الوطني الحر من تراجع شعبي واضح داخل بيئته المسيحية، حيث فقد جزءًا كبيرًا من قاعدته الانتخابية بسبب سياساته الداخلية والانقسامات التي عصفت بصفوفه. ولمواجهة هذا التراجع، لا بد له من البحث عن بدائل انتخابية تعوّض خسائره، ما يجعله بحاجة إلى أصوات الشيعة في عدة دوائر انتخابية حاسمة. فكما كان التحالف مع حزب الله عام 2006 مدخلاً للتيار ليصبح القوة المسيحية الأبرز، فإن إعادة إحياء العلاقة اليوم قد تكون خياره الوحيد لاستعادة نفوذه وتأمين مقاعده في الانتخابات المقبلة.
إشارات التقارب: من البلديات إلى الكنائس
التحالف الانتخابي بين التيار والثنائي الشيعي بدأ يترجم على الأرض، حيث حسم حزب الله وحركة أمل موقفهما في الانتخابات البلدية المقبلة في بلدية الجديدة – البوشرية – السد، بدعم المرشح جان أبو جودة المدعوم من التيار الوطني الحر وآل المر. الإفطار الرمضاني الذي نظمه مسؤول حزب الله في المتن الشمالي، الشيخ شوقي زعيتر، على شرف أبو جودة، يعكس هذا التوجه بوضوح، حيث أشاد ببرنامجه الانتخابي ووعد بدعمه للفوز في المعركة البلدية المقبلة.
وفي خطوة أخرى ذات دلالة سياسية، شارك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إلى جانب الرئيس السابق ميشال عون، في قداس عيد مار يوسف في حارة حريك، وهي منطقة ذات غالبية شيعية مطلقة بعد أن كانت تاريخيًا ذات حضور مسيحي كبير. مشاركة أحد قياديي حزب الله، محمود قماطي، ممثلًا للحزب في المناسبة، عززت الانطباع بأن الطرفين بصدد إعادة بناء تفاهم سياسي جديد.
تحالف الضرورة لا الاختيار
كما كان التيار بحاجة إلى حزب الله عام 2006 عندما كان يعاني من عزلة سياسية منعته من المشاركة في حكومة فؤاد السنيورة، وكما كان الحزب بحاجة إلى حليف مسيحي قوي بعد خروجه من التحالف الرباعي، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم. التيار يعيش مرحلة تراجع انتخابي، فيما يواجه حزب الله تحديات تتطلب إعادة ترتيب تحالفاته.
وبناءً على هذه المعطيات، يبدو أن التحالف بين الطرفين لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة سياسية تفرضها المصالح الانتخابية والحسابات الاستراتيجية، ومن المتوقع أن تمتد هذه التفاهمات إلى مختلف المناطق والملفات، استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.
وليد بركس freedom news
انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇