
تتحضّر الرابطة المارونية لانتخاب رئيس وأعضاء جدد لمجلسها التنفيذي في 21 حزيران تطبيقًا لقانون تمديد المهل. المفارقة أنه في حين أن الهدف المرجوّ هو انتخاب رئيس للمجلس من الوجوه الجديدة ومن أصحاب الكفاءة والخبرة والقدرة حتى يتمكّن من النهوض بالرابطة، تبيّن أن الفريق المتحكّم بالرابطة وعلى رأسه رئيس الرابطة خليل كرم، والنائب السابق نعمة الله أبي نصر، ونجله مالك نصر، بدؤوا يحاولون “إغراق” المرشّح المهندس مارون الحلو لرئاسة المجلس عبر إلزامه بمجموعة أشخاص لعضوية المجلس، على قاعدة أن هذا الفريق متحكّمٌ بتوجّهات الهيئة العامة، مع الإشارة إلى أنه أدخل أشخاصًا لا يستوفوا الشروط المطلوبة لتكون هذه المؤسّسة منتجة، قادرة على مواكبة مسار الأزمات المتلاحقة وتشكيل متراسٍ أمامي لبكركي، فتكون انعكاسًا لها في المجتمع المدني.
هذا الفريق بدأ بطرح اسماء شخصيات لم ينجحوا في السابق، متسلّحًا بتأثيره على الهيئة الناخبة، بهدف الحفاظ على نفوذه. وفي تفاصيل التركيبة، طرح قائمة من 10 اسماء لعضوية المجلس الى جانب الحلو، 6 منهم من الطاقم القديم، يُضاف إليهم 4 اسماء جدد، ضامنًا بذلك حصوله على أكثر من نصف المقاعد داخل المجلس الذي يتألف من 15 عضوًا الى جانب الرئيس ونائب الرئيس.
بالتزامن، يعمد هذا الفريق إلى وضع “فيتو” على أشخاص داخل الرابطة بهدف منعهم من العودة الى المجلس الجديد تحت شعار “الصّبغة السياسية”، على اعتبار أن هؤلاء يدورون في فلك “التيار الوطني الحر”.
وفي حين يستغلّ هذا الفريق الرابطة كمنصة تمهيدية للقفز منها الى مناصب نيابية ووزارية، تختلف أهداف المهندس مارون الحلو تمامًا، خصوصًا أنّه لطالما صُنّف بأنّه من رفاق الرئيس كميل شمعون، بالإضافة الى كونه من الرعيل الذي واكب الكبار. من هنا، لا شكّ أن الحلو بما يملك من خبارات وتطلّعات واسعة بات على دراية بما يدور حوله من مخطّطات، كما لا تُخفى عنه أهداف هذا الفريق وحساباته الصغيرة جدًّا والمكشوفة، لاسيما أنه خير العالمين بالوجع الماروني بعيدًا عن الأنانيات والمصالح الضّيقة.
انطلاقًا مما سبق، بات جليًّا أن هذا الفريق سيعمد إلى عرقلة عمل الحلو في المستقبل، وليس العشاء الذي يتحضّر المجلس التنفيذي لإقامته في كازينو لبنان في 2 أيار إلّا عيّنة صغيرة عن مدى اهتمام هذا الفريق بالشّكليات، إذ سيتم دعوة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي حيث سيحيطون به ليظهروا وكأنّهم يحظون بغطاء بكركي وبركة سيّدها. كل هذا المجهود يصبّ لصالح تثبيت تحكّمهم بتركيبة الرابطة المارونية التي بات بعض أعضائها منشغلين بالتمّسك بالوجاهة فقط لا غير.
في المقابل، برز فريق آخر ممثّلٌ بالمهندس نسيب نصر، الذي كان اسمه مطروحًا لرئاسة المجلس التنفيذي. مصادر مقرّبة من هذا الفريق الذي ينشط على خط الانتخابات المرتقبة، أفادت بأنه في بداية الأمر كان التّوجه لتشكيل لائحة برئاسة نصر ولكن بكركي عادت وتمّنت على نصر والحلو العمل سويًا لتشكيل لائحة توافقية يكون فيها الحلو رئيسًا للمجلس ونصر نائبًا للرئيس، وبناءً على هذا الاتفاق بدأت المفاوضات”.
وإذ أكّدت “تجاوب فريق نصر ما هذا التّوجه وعدم تحفّظه على أي تفصيل، مبديًا كل التعاون والدعم اللازم لتحقيق الهدف المنشود الذي من شأنه أن يحرّر الرابطة ويسمح بتحقيق انطلاقة جديدة”، أوضحت المصادر أن “العقدة لم تعد تتعلّق بموقف هذا الفريق الذي بات واضحًا بدعمه إنما تتوقّف عند أشخاص آخرين يحاولون تحقيق مكاسب أكبر”.
وأشارت إلى أن “من يهتمّ بمصالح الرابطة المارونية يبدي التعاون اللازم، بينما يتعامل الآخرون مع الرابطة وفقًا لحساباتهم الخاصة وغاياتهم التي حرمت الرابطة من انتاجياتها وتحقيق أهدافها”.
الكلمة أونلاين”
سارة بعقليني
انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇