فن

مشروع جديد في حريصا.. لبنان في قلب مريم .

كبار وصغار، شبان ومسنون، وجهتهم: سيدة لبنان في حريصا. كيف لا، وقد ارتبط اسم حريصا باسم العذراء والإيمان ولبنان؟ قد يشكل الشهر المريميّ ذروة الزيارات الى هذا الصرح الديني الذي تتعانق فيه الأرض بالسماء، لكن هذه الواحة المقدسة تبقى محطة يومية أساسية، تمتد على مدار الأيام الـ365 من السنة، للمؤمنين الذين يلتمسون شفاعة العذراء وعنايتها.

 

للمزار الشامخ فوق خليج جونيه والمتربع على عرش قلوب اللبنانيين، قصة إيمان مرتبطة بتاريخ لبنان. إذ، واحتفالًا بالذكرى الخمسين لإعلان عقيدة “الحبل بلا دنس” التي وضعتها الكنيسة الكاثوليكية في العام 1854، وتكريمًا لهذه المناسبة، قرر البطريرك الياس الحويك وأبناء المنطقة الكسروانية وبدعم من الفاتيكان، في العام 1904، اختيار ما كان يعرف بـ”تلة الصخرة”، أي حريصا اليوم، لبناء مزار لتكريم مريم العذراء، وتقرر أن يُصنع تمثال العذراء الذي استغرقت الأعمال فيه 4 أعوام، في مدينة ليون الفرنسية، ليتحول المكان الى محطة إيمانية، يزورها اللبنانيون والسياح لالتماس شفاعة العذراء.

 

لكن، لنهاية الشهر المريميّ هذا العام، نكهة خاصة في حريصا. فأكبر مقامات السيدة العذراء في لبنان والشرق الأوسط، على موعد مع مشروع إيماني ـ سياحي جديد، ولن تكون حريصا بعد اليوم، مكانًا لزيارة مزار العذراء أو حضور القداس وانتقاء التذكارات وأخذ الصور الجميلة فوق الساحر فقط، إنما ستتحول الى مقر يجمع الى مزاياه المعروفة، محطات إيمان وصلاة وخشوع وتأمل، إذ سيتم، وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، افتتاح معالم جديدة في المزار.

 

حديقة صلاة واسعة، نائمة في حضن الطبيعة، تضم مراحل حياة يسوع من البشارة الى جبل الزيتون وبالتالي، درب الصليب وصولًا الى القيامة. منحوتة القيامة للفنان رودي رحمة التي تتريع وسط الحديقة، فتضفي على المكان أجواء مضاعفة من الهدوء والتأمل. كنيسة سيدة الأرز التي تزيّن المكان، والتي قد تكون الأولى في لبنان التي تحمل اسم سيدة الأرز نسبة الى مقولة “يا أرزة لبنان”.

وكي يكتمل هذا المشروع الديني ـ السياحي، أولت إدارة المزار أهمية كبيرة للسينما التي أنشأتها، والتي تتسع لحوالي المئة شخص، بهدف عرض الأفلام الوثائقية الدنية، إضافة الى أفلام تاريخ المزار وكيفية بنائه وتطوره.

 

هذا المشروع الذي استغرق العمل فيه حوالى السنة ونصف السنة، سيُدشن ويصبح متاحًا للعموم في الأول من حزيران، مع بداية شهر قلب يسوع. 50 شابًا يطوفون بالصليب المنبثق من قلب يسوع، والانجيل البالغ طوله 9 أمتار، سيرفعه شامخًا عاليًا 150 شابًا، ليصار بعد ذلك، الى تكريم تمثال مريم العذراء البالغ طوله 8 أمتار والذي سيعظمه فوق الأكتاف 200 شاب وصبية. أما مسك الختام، فسيتولاه الجيش اللبناني الذي سينثر من طوافاته الورود على المؤمنين والمشاركين، متوجًا مريم العذراء.

 

الموعد الرسمي هو الأحد في الأول من حزيران عند السادسة مساء، بعدها تصبح كل هذه الأماكن مفتوحة أمام المؤمنين، الذين يجدون في أحضان مريم الهدوء والطمأنينة، وهم حتمًا سيلمسون في حديقة الصلاة والأماكن الحديثة، التأمل والصلاة والراحة النفسية.

 

تكريم العذراء ليست عادة حديثة عند اللبنانيين، فهي تعود الى القرن التاسع عشر، عندما أحضر أحد الرهبان اليسوعيين من دير سيدة النجاة في بكفيا في العام 1876 هذه الفكرة من أوروبا في أيار، ودرجت العادة منذ ذلك الوقت، التوجه الى حريصا في حركة شعبية عفوية اعتادها اللبنانيون بسبب حبهم الكبير للعذراء. هذه العادة التي شبّ عليها اللبنانيون وشابوا، ستدفع بها قدمًا، الأماكن المستحدثة في المزار، لا سيما حديقة الصلاة، إذ سيقع المؤمن أسير الخشوع والإيمان والانخطاف عن هذا العالم للاتحاد بالخالق… وما أجمل هذا الأسر.

نجاة الجميّل

انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇

https://chat.whatsapp.com/ElXU0TO5eNPGB6aMuGIcNu

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى