زحلة، منارة البقاع، وعروسه النائمة على ضفاف البردوني، كانت وما زالت وجهةً لكل قرى البقاع، بل وحتى للوافدين من خارجه. مدينة الثقافة والخمر والشعر، ها هي اليوم تنهض من جديد وتفتح ذراعيها للفن والفنانين، تستقبل على أرضها كبار نجوم الغناء والمسرح، وتعود إلى دورها الطبيعي كمركز استقطاب ثقافي وسياحي.
لكن الحقيقة المُرَّة التي لا يمكن تجاهلها: زحلة لا تملك مسرحًا!
في كل صيف، يُستعان بالبارك البلدي ليكون بديلاً عن المسرح، لكنه حل مؤقت ومكلف جداً على منظمي الحفلات. إذ يُجبرون في كل مرة على الاستعانة بشركات خاصة لتركيب أنظمة الصوت والإضاءة، وتحويل الساحة إلى ما يشبه المهرجان لا المسرح. والمشكلة الأكبر أن هذا الخيار موسمي، محصور بفصل الصيف فقط.
أما في بقية فصول السنة، فيُضطر الفنانون والمنظمون إلى اللجوء إلى المسارح الموجودة داخل المدارس، وهنا تبدأ سلسلة من التعقيدات. فهذه المسارح محكومة بشروط المدارس وإداراتها، ولا تقبل سوى أنواع محددة من العروض. وهنا نجد أنفسنا أمام معضلة: نعم، هناك فن راقٍ وله جمهوره، لكن هناك أيضاً فنون جماهيرية من مستويات مختلفة، بعضها قد لا يلقى القبول ضمن حرُم المؤسسات التربوية.
إذاً، أين يُعرض الفن؟ وأين نُفسح المجال للإبداع؟
من هذا المنطلق، نرفع الصوت، ونتوجه إلى بلدية زحلة المنتخبة حديثًا، برجاءٍ ممزوج بالأمل والمطالبة: زحلة تحتاج إلى مسرح حقيقي، دائم، متكامل، مجهّز بكل ما يلزم من تقنيات حديثة.
ليس فقط لأن الفن حاجة، بل لأنه مورد اقتصادي وسياحي واستثماري. مسرح زحلة سيكون نقطة جذب للأعمال المسرحية، والحفلات، والأنشطة الترفيهية والثقافية على مدار السنة. وسيساهم في تحريك العجلة الاقتصادية من خلال استقطاب الجمهور والمستثمرين، وتنشيط المناطق المحيطة به من مطاعم ومقاهي ومحال. كما سيدرّ إيرادات مالية للصندوق البلدي من خلال تأجير المسرح للجهات المنظمة.
إنها ليست دعوة لبناء حيطان… بل دعوة لبناء حلم، فضاء، منصة تُطلق من زحلة إلى لبنان والعالم.
مسرح زحلة ليس رفاهية، بل ضرورة، حاجة ملحة تأخرت كثيراً.
فهل تتحرك البلدية الجديدة، وتكتب اسمها في سجل النهضة الزحلاوية؟
زحلة تنتظر…
والفنان ينتظر…
والشعب المتعطش للفن، ينتظر!
خاص موقع freedom news بقلم مدير التحرير وليد بركس
انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇
https://chat.whatsapp.com/ElXU0TO5eNPGB6aMuGIcNu
