أمن وقضاء

بالصور “عوامات للأطفال” تتحوّل إلى مسيّرات للحزب في مرفأ بيروت

في مشهد يعكس المبالغة وتضخيم الوقائع، جرى تصوير شحنة ألعاب للأطفال على أنها “مسيّرات تابعة لحزب الله” تحاول دخول لبنان عبر مرفأ بيروت، في وقت تكشف فيه معلومات خاصة لـ”ليبانون ديبايت” أن القصة برمتها أُعيد إنتاجها في “مطبخ أمني معروف” وبأسلوب يخدم أجندات محددة. الهدف هذه المرة لم يكن استهداف الحزب مباشرة، بل ضرب صدقية بعض أجهزة الدولة اللبنانية والتشكيك في أدائها، عبر سيناريو إعلامي بعيد عن الحقائق.

 

المعطيات الموثوقة تشير إلى أن الشحنة، التي وصلت في 25 حزيران الماضي من الصين إلى مرفأ بيروت، تخص أحد تجار الألعاب المعروفين. وخلال التفتيش الروتيني، تبيّن أنها تحتوي على 50 صندوقًا من “العوامات المائية” المصنوعة من الفلين، بطول نحو 15 سنتيمترًا للقطعة الواحدة، وهي أدوات ترفيهية للأطفال تُستورد سنويًا في هذا الموسم، وينشر “ليبانون ديبايت” صورًا لتلك العوامات.

ورغم أن طبيعتها لا تستدعي الجدل، أرسلت المديرية العامة للجمارك عينات منها إلى الجيش اللبناني للتحقق من إمكانية استخدامها في أي نشاط عسكري. تقرير الخبراء العسكريين، الصادر رسميًا، حسم المسألة: القطع لا تدخل ضمن أي صناعة أو نشاط عسكري، وإن كان بالإمكان تقنيًا تثبيت محرك صغير عليها، وهو أمر لا يجعلها سلاحًا أو تهديدًا أمنيًا.

 

وعلى ضوء النتيجة، أبلغت الجمارك صاحب الشحنة أن البضائع قانونية، وأن مستنداتها سليمة ومدرجة على الـ”مانيفست”. ورغم أن القانون يجيز إدخالها، فضّل التاجر إعادتها إلى بلد المنشأ احترازًا، تفاديًا لأي لغط إعلامي أو سياسي، وهو ما تم بالفعل.

مصدر أمني مطّلع أوضح لـ”ليبانون ديبايت” أن ما جرى تداوله إعلاميًا كان تهويلاً مقصودًا، مشددًا على أن الجمارك لم تصادر أي شيء لأن الشحنة غير مخالفة، وأن الجيش حسم الجدل منذ البداية. كما نفى المصدر تمامًا مزاعم استعانة جهة حزبية بعسكريين لتخليص البضاعة، معتبرًا أن مثل هذه الأخبار لا تعدو كونها محاولة لإثارة البلبلة واستثمار حادثة عادية في معركة دعائية.

انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇

https://chat.whatsapp.com/KOiW8DwKk18Bc3wSq7vzIO

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى