خاص الموقع

بالفيديو تحالف الكتائب مع أسعد زغيب: تناقض فجّ بين الخطاب والممارسة

من مقر إقليم زحلة الكتائبي، أعلن حزب الكتائب اللبنانية رسميًا تحالفه مع رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، في مشهدٍ سياسيّ لا يخلو من التناقضات الصارخة والمفارقات المؤلمة.

فقد وقف الحزب نفسه، خلال انتفاضة 17 تشرين، في الصفوف الأولى لمواجهة ما وصفه آنذاك بـ”الفساد وسوء الإدارة”، عندما استقال عضوان من الكتائب  في المجلس البلدي، هما شارل سابا وغسان المرّ، من “ساحة الثورة” في زحلة، أمام جمهور من الناشطين ومع توثيق فيديو واضح. يومها، و من ثم توجه المستقيلان إلى القضاء المالي للإدلاء بشهادتهما، ووجّها اتهامات مباشرة لزغيب، منها التباطؤ في المشاريع الإنمائية، غياب الشفافية، التفرّد باتخاذ القرارات، الشبهات حول الاستملاكات العقارية، وتضخّم نفقات الأعياد والسفر والتمثيل.

اليوم، وبعد أقل من خمس سنوات على تلك المواقف المبدئية، تعود الكتائب لتعلن تحالفًا مع نفس الشخصية التي اتهمتها علنًا أمام الرأي العام والقضاء. وهنا يبرز السؤال الأخلاقي والسياسي الجوهري: إذا كان أسعد زغيب بريئًا من كل تلك الاتهامات، فهل تعتذر الكتائب منه علنًا وتعترف بأنها قد تجنّت عليه لأهداف شعبوية؟ أم أن تلك الاتهامات كانت صحيحة، ومع ذلك قَبِل الحزب بالتحالف معه؟ وفي هذه الحالة، كيف يمكن إقناع الجمهور الكتائبي، كما المجتمع الزحلي، بأن الحزب لا يهادن الفساد؟

في كلتا الحالتين، الكتائب اليوم أمام مأزق حقيقي: فإمّا أن تُبرّئ زغيب وتعتذر منه علنًا، وهذا يتطلب جرأة أخلاقية وسياسية، أو أن تعترف بأنها تتحالف مع من اتهمته سابقًا بالفساد، ما يُسقط شعارات الشفافية والنزاهة التي لطالما رفعتها.

والسؤال الأوسع: كيف سيُفسَّر هذا التبدّل أمام القواعد الكتائبية على امتداد لبنان؟ وهل ستبقى للثقة مكان بعد هذا التناقض الصارخ بين الأقوال والأفعال؟

 

انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇

https://chat.whatsapp.com/BpMehRVvMKV3xifJv14oEb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى