خاص موقع freedom news
في خضم النقاشات التي أُثيرت مؤخرًا حول تشكيل اتحاد بلديات زحلة والجوار، سعى البعض إلى تصوير عدم انضمام بلدية زحلة إلى الاتحاد كأنّه خسارة لفريق معيّن أو تراجع سياسي، في محاولة لتوظيف هذا القرار في إطار الصراعات السياسية المحلية.
لكن الحقيقة التي لا بد من توضيحها هي أن بلدية زحلة لم تكن أصلًا ضمن هذا الاتحاد، وأن موقفها من عدم الانضمام هو استمرار لنهجٍ قائم منذ سنوات، يقوم على اعتبارات إدارية وتنموية واضحة، بعيدًا عن المناكفات السياسية. ويمكن تلخيص الأسباب التي تقف خلف هذا القرار بالنقاط التالية:
- الاستقلالية الإدارية والمالية
بلدية زحلة تُعد من كبرى البلديات في البقاع، وتملك موارد مالية جيدة وخططًا تنموية مستقلة. هذا الواقع يسمح لها بإدارة شؤونها وخدماتها من دون الحاجة إلى الانخراط في اتحاد يفرض تنسيقًا والتزامات مشتركة. - الخشية من التبعية أو التضارب في الصلاحيات
الانضمام إلى اتحاد بلديات يعني بالضرورة تنسيقًا إداريًا، قد لا يتماشى مع حجم بلدية زحلة وتنوّع مشاريعها، ما قد يؤدي إلى تضارب في الصلاحيات أو تقييد حركتها المستقلة. - الخوف من تحميل أعباء إضافية
ضمن أي اتحاد بلدي، غالبًا ما يُطلب من البلديات الأكبر تحمّل جزء أكبر من التكاليف أو المشاركة في تغطية نفقات خدمات تستفيد منها بلدات أصغر. وهذا ما قد يشكّل عبئًا لا تراه زحلة في مصلحتها. - رؤية خاصة للتنمية
لدى بلدية زحلة رؤية متكاملة للتنمية المحلية، تختلف في بعض جوانبها عن التوجّهات العامة في إطار الاتحاد. وبالتالي، ترى أن تنفيذ مشاريعها بشكل مستقل يضمن فعالية أكبر وتحقيق نتائج أسرع.
خلاصة القول
إن قرار عدم انضمام بلدية زحلة إلى الاتحاد ليس وليد اللحظة، ولا يعكس أي تراجع أو خسارة، بل هو خيار إداري قائم على رؤية مدروسة ومسار مستقل. وفي الوقت نفسه، لا يُغلق الباب أمام التعاون مع باقي البلديات في مشاريع محددة تخدم المصلحة العامة ضمن أطر واضحة.
وليد بركس freedom news
انضم الى freedom news عبر الواتساب على هذا الرابط👇
https://chat.whatsapp.com/ElXU0TO5eNPGB6aMuGIcNu
